محتويات
- ١ العلم
- ٢ ابن سينا
- ٣ حياته
- ٤ أقواله
- ٥ مؤلفاته
- ٦ اكتشافاته في الطب
- ٧ فلسفته ونقدها
- ٨ وفاته
العلم كانت لعلوم الحياة في الإسلام مكانةٌ كبيرة؛ حيث ساد علماء المسلمين العالم في سابق الزمان بهذه العلوم، وفتحت البلاد الإسلامية جامعاتها لجميع من يطلب العلم من كلّ بلاد العالم، وقد كان ملوك أوروبا وأمراؤها يأتون إلى البلاد الإسلامية لتلقي العلاج، وذلك لما عُرف عنه علماء المسلمين من نبوغهم في الطب، وكان من أشهر علماء المسلمين في هذا العلم هو ابن سينا، فمن هو؟
ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا، أفغاني الأصل، وُلد عام ثلاثمائة وسبعين للهجرة، وهو من علماء المسلمين، عمل بالطب والفلسفة، ولُقّب بعدة ألقاب منها: الشيخ الرئيس، وأمير الأطباء، وأبو الطب الحديث، وله من الكتب مائتي كتاب في عدّة مواضيع، إلا أن أغلبها في الطب والفلسفة، وهو أول شخص كتب عن الطب متّبعاً منهج أبقراط وجالينوس، حتى أنّه أطلق عليه لقب جالينوس الإسلام.
قال عنه البروفسور سارطون: "ابن سينا أعظم علماء الإسلام، ومن أشهر مشاهير العالميين"، فهو يُعد عبقريّاً من عباقرة الإسلام، حتى أنّ الشعوب الإسلامية تحتفل بذكراه، وفي عام ألف وتسعمائة وثمانية وسبعين احتفلت بمرور ألف عام على ولادته منظمة اليونسكو مع جميع أعضائها، لما قدّمه ابن سينا في الطب والفلسفة، وحتى نتعرّف على ابن سينا أكثر علينا أن نتحدّث أولاً عن حياته، ثمّ أقواله، ثمّ مؤلفاته، ثم اكتشافاته في الطب، ثمّ فلسفته ونقده، وأخيراً وفاته.
حياته - كان والد ابن سينا يعمل بوظيفة إدارية عليا في منطقة بلخ، وبعدها قام بالارتحال مع زوجته وابنيه كلٌّ من ابن سينا وأخيه إلى منطقة بخارى بعمل آخر عند السلطان نوح الساماني، رغبة منه لفتح المجال لابنيه للتعلم، وقد بدأت حياة ابن سينا الفعلية في بُخارى؛ حيث عمل لدى بلاط السلطان نوح الساماني.
- أخذ ابن سينا العلم عن عالم يُدعى أبو عبد الله النائلي؛ حيث كان هذا الأخير متفرّغاً لتعليم ابن سينا، حيث تعلم ابن سينا الفلسفة، والطب، والفقه، وحفظ القرآن الكريم كاملاً بعمر أقل من العاشرة.
- ظهرت علامات ذكائه حين قام بعلاج السلطان الساماني من مرض عجز عنه أطباء عصره؛ حيث قام السلطان بإعطاء الفرصة لابن سينا بأن يتعلّم أكثر فأكثر، ويطّلع على ما يشاء من كتب في مكتبته الخاصة.
- من أجل طلب العلم سافر ابن سينا إلى منطقة خوارزم، وعاش هناك ما يقارب العشر سنوات؛ حيث تعلّم علوم الحياة هناك.
أقواله وردت عن ابن سينا عدة أقوال منها:
- "الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء" والتي تعني أنه من أهم المسببات التي تؤدي إلى اعتلال الشخص ومرضه هو التوهم، أي أن يزرع الوهم في نفسه بأنه مريض، وصعب الشفاء، وبالتالي فإن إنعدام هذا التوهم عن طريق القضاء عليه، وتحويله إلى الاطمئنان هو نصف الدواء، أي نصف العلاج، وإنّ صبر الإنسان وجَلَده على العلاج هو الخطوة الأولى للشفاء من المرض.
- "احذروا البطنة، فإن أكثر العلل إنما تتولد من فضول الطعام"، وتعني هذه العبارة أن أكثر أسباب الأمراض والعلل في الحياة هي فضول الإنسان على الطعام، وتناوله للطعام بكثرة، وما يسميها بالبطنة، فيبدأ الإنسان بالأكل بنهم، دون مراعاة جسده، وصحته، وبالتالي تبدأ الأمراض بالتكشف والظهور، دون أن يدري سببها؛ لذا عليه أن يعلم بأنّ سبب هذه الأمراض فضوله على الطعام، إذاً على الإنسان أن يحذر من الإكثار في تناول الطعام، ويتّقي الأمراض بنفسه.
- "المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه"، وتعني أن أهم شيء يجب أن يكون متوفّراً لدى الشخص عند مروره بمرض أو أي مشكلة ما هو الاستعداد للعلاج، أو حل المشكلة، فحتى وإن لم تتوفر لديه إلا الأسباب الضعيفة للعلاج سيستطيع علاج نفسه عن طريق الاستعداد.
مؤلفاته - ألف في علم المنطق، والهندسة، والحساب، والفلك، والعلم الإلهي، والنجاة في الدنيا والآخرة، واللغة، والشعر، والعلوم، والطب النفسي، والموسيقى، ويُقال أنه قام باختراع آلة موسيقية.
- من مؤلفاته: (القانون في الطب، والنجاة في المنطق والالهيات، والأدوية القلبية، ودفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية، ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، ومختصر اقليدس، ومختصر علم الهيئة، ورسالة الزاوية، ورسالة في الفضاء، ورسالة في النبات والحيوان، وديوان ابن سينا في بوابة الشعر، ومقالة جوامع علم الموسيقى، وكتاب الشفاء الذي يُعد موسوعة في العلوم الطبيعية).
- من أشهر كتب ابن سينا هو كتاب القانون؛ حيث تمّت ترجمته، كان يدرس في جامعات أوروبا؛ حيث وضع في هذا الكتاب علوم الطب القديم، وابتكاراته، ونظرياته في الطب، والأمراض التي اكتشفها، ووضع فيه أيضاً اسم أكثر من سبعمائة دواء، وذكر نوعية النباتات التي تُستخرج منها تلك الأدوية.
اكتشافاته في الطب حينما بدأ ابن سينا بالعمل بالطب كان يُعالج المرضى بالمجان، ولم يتّخذ طريق الطب لتجميع المال، ومن أهمّ اكتشافاته في الطب ما يلي:
- اكتشف طفيلة الإنكلستوما، والدودة المستديرة.
- اكتشف طرق العدوى للجدري والحصبة، وطرق لإيقاف النزيف، والكي، وضغط اللحم فوق العرق.
- وصف التهاب السحايا، والسكتة الدماغية التي تنتج عن كثرة الدماء، والانسداد المهبلي للمرأة، والإسقاط، والأورام الليفية، وأسباب اليرقان، وأمراض النفاس، مثل: (النزيف واحتباس الدم، وتعفن الرحم).
- فرّق بين الشلل الذي سببه داخلي في الدماغ، والشلل الذي سببه خارجي.
- فرّق بين المغص المعوي من جهة والمغص الكلوي من جهة أخرى.
- عالج القناة الدمغية.
- أوجد فكرة تغليف الحبوب التي يأخذها المرضى.
- عرّف أعراض حصوة المثانة وفرق بينها وبين الأعراض التي تأتي نتيجة حصوة الكلى.
- بيّن أثر العلاج النفسي في شفاء المرضى.
فلسفته ونقدها - إنّ تفكير ابن سينا وفلسفته الإلهية، وتبنّيه لنظرية الصدور، هو أكثر ما أُخذ عليه من قبل علماء المسلمين وقاموا بنقده عليه؛ حيث إنّ مبادىء تلك النظرية تقول بأن العالم غير مخلوق، وبأن الله عز وجل لا يعلم إلا الأمور الكلية، ولا علم له بالأمور الجزئية، وكان يؤكّد نفيه بأنه في يوم القيامة ستُبعث الأجساد مع الأرواح، بل قال إن الأرواح تُبعث وحدها، أي إنّه يقول كما يقول الفارابي إن هناك معاد روحاني وليس معاد جثماني، وأن الأرواح الجاهلة لا تبعث، كما أنه في كتابه نظرية المعرفة جعل الفلاسفة من مستوى الأنبياء.
- جاء في كتاب تهافت الفلاسفة للإمام الغزالي أنه كفّر ابن سينا في ثلاثة أقوال وهي: قوله بأنّ العالم قديم، وأنّ المعاد روحاني فقط، وأن الله لا يعلم الجزئيات، كما كفّره أيضاً صاحب كتاب البداية والنهاية ابن كثير، وأيضاً صاحب كتاب شذرات الذهب ابن العماد الحنبلي، وبأن مؤلفه كتاب الشفاء لا ينشرح له صدر شخص متدين، أمّا شيخ الإسلام ابن تيمية فقد قام بنسبه لمذهب الإسماعيلية الذين هم بالأصل ملحدون ويبطنون في قلبهم الكفر المحض.
وفاته أصيب ابن سينا بمرض، وكان يكثر من تناول الأدوية، إلّا أنّه بعد أن يئسَ وتبين له عدم فائدة العلاج قام بالاغتسال والتوبة، وتصدّق بكل ما لديه من الأموال للفقراء، وقام بإعتاق من لديه من الخدم، ثم داوم على ختم القرآن الكريم مرّةً كل ثلاثة أيام، وبعدها توفّى، وكان ذلك في مدينة همدان في إيران، في شهر رمضان المبارك لعام أربعمائة وسبعة وعشرين للهجرة.